لأنها … ،
لأنني … ،
سألت ْ :
كم على الحمامة أن تحترق ،
كي لا ترسمها الحرب بدم الأطفال ؟
كي لا تتفحـّّـم الريح ؟
كي لا يجنّ الماء ؟
لأن مجرّتنا تحلم بموت مبتسم ،
و لأنني . . ،
قالت :
انظري ..
توّاً ،
من بصيرتي ،
تراذذ العطر في الجرار ..
تصيـّـرتْ ذاكرة الموتى حنـّـاء ً ..
ماج َ عطارد ..
و انقلبَ ” جوبيتير ” عرائش ياسمين ..
لن تلتفت المياه لثرثرة الضفادع ..
لن يدير عبّـاد الشمس وجهه للـّـيل ..
و لن ،
أقصص رؤياي على أمي ،
أوصاني نهار ٌ يغيب في الثلج ..
فصرتُ الشعلة َ المذابة َ بين الكلام ،
صار السلامَ المتجمد في الأرواح ..
و رأينا :
زيزفوناً مستشهداً ،
جمجمة َ رضيع ٍ ،
قبل قنبلة ،
كان يناغي ..
يد َ لعبة ٍ مشوّهة ،
عليها ما لم يلتهب من ذكريات ..
و جثة أم ّ لم تتخلّ عن جنين التعاويذ !
رأينا :
تراباً كان بيوتاً ،
تراباً كان أناساً ،
و رماداً كان كتباً مقدسة ..
و على العشب الملسوع بجهنم ،
جلست الملائكة تنتحب .. !
هل أترك ظلي على المشهد المحترق ؟
أم ْ .. ،
ألمُّ عظام َ الظلّّ عن الصورة السابقة ؟
لن يدير ” حقل فان غوغ ” وجهه للـّـيل ،
لن تنسى ” حوريات هوميروس ” أغنيتي ،
و لن يسبق الغسق الشفق ..
فما ذنبُ النار و هي تلدغ الأرواح ؟
و ما ذنب الحمامة و هي تصير ظلالنا ؟
كم ، علينا ، أن نحترق ،
كي يترمـّـد القلق ..
كي لا يضطرب الكون ،
كي ،
لا
يظل الخلق في ” لو ” و أخواتها … !
لن أقصص رؤيايَ على أمي ،
أخشى أن تجالس الملائكة َ على العشب ،
أن تصير القصيدة عظاماً مشتعلة ،
أن ينمو رمادي غابات ٍ واشية ،
أخشى .. ،
أن .. ،
يأتي المستقبل و يرى النهار َ تابوتاً في النهر ،
نرى النهر َ مرجوماً بالسعير ،
السعير َ ،
ملتحماً بفناء أزليّ ..
كم ،
على الوردة أن تغربل الرماد ،
كي تستعيد المعابد ُ ما يكتمه النور .. ؟
طوبى .. ،
لقلوب لم تمسسها الأسافل ..
طوبى .. ،
لبصائر تضيء الأعالي ..
طوبى .. ،
لرموز ستنبئ القصيدة :
منذ متى أنا السلام المذاب بين الكلام ،
و الشعلة المتجمدة وراء المعاني ..